responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه السيرة المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 151
[تمهيد]

[التحول الجديد] :
حرم مشركو مكة الخير كله منذ جحدوا الرسالة، وقعدوا بكلّ صراط يوعدون، ويصدّون عن سبيل الله من امن به، ويبغونها عوجا.
ولئن نجحت دعايتهم الكاذبة في منع قبائل كثيرة من دخول الإسلام، فإنّ الحق لا بدّ أن يعلو، وأن يثوب إليه المضلّلون والمخدوعون، على شرط أن يظل أهله أوفياء له، حراصا عليه، صابرين محتسبين.
وقد قيّض الله للإسلام من استنقذه من البيئة التي صادرته، فأنس بعد وحشة، واستوطن بعد غربة، وشق طريقه في الحياة، بعد أن زالت الجلامد الصلدة الملقاة في مجراه.
وبدأ هذا التحول على أيدي الوفود القادمة من (يثرب) إلى مكة في موسم الحج ...

[بشارة اليهود بالنبي الجديد وكفرهم به] :
كان أهل يثرب [1] يمتازون عن سائر العرب بجوارهم لليهود، وإلفهم عقيدة

[1] أرى المصنف يستعمل كلمة (يثرب) مكان (المدينة) أو (طيبة) ، ومع أن هذا الاستعمال جاهلي ففيه مخالفة لتسمية الله تعالى إياها ب (طيبة) كما في حديث جابر بن سمرة، قال: كانوا يسمون المدينة يثرب، فسمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة. أخرجه مسلم: 4/ 21؛ والطيالسي: 2/ 204، واللفظ له. ولفظ مسلم: «إن الله سمّى المدينة طابة» . ورواه أحمد: 5/ 89، 94، 96، 97، 98، 101، 106، 108، باللفظين، وفي الباب عن أبي حميد عند البخاري: 4/ 71؛ وعن زيد بن ثابت عند مسلم، وفاطمة بنت قيس عند أحمد: 6/ 412، وسنده صحيح. وهذه الأحاديث أقل ما تفيده أن هذا الاستعمال مكروه، وأن تسميتها ب (طابة) أو طيبة مستحب، بل روى أحمد: 4/ 285 عن البراء بن عازب مرفوعا: «من سمى المدينة-
اسم الکتاب : فقه السيرة المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست